In Arabic and Hebrew language translation
*************************************************
لقد مر ما يقارب أربعة أسابيع منذ هجوم حماس الإرهابي على إسرائيل. لقد حدث الكثير منذ ذلك الحين، سياسياً، ولكن قبل كل شيء على الصعيد الإنساني. يستهلك الخوف والمعاناة
منذ الهجوم يتسم النقاش العام بالحدة والارتباك في بعض الأحيان.
بهذا الفيديو أود أن أساهم في إيضاح بعض أمور هذا النقاش،
إذ أن لدي انطباع بأنه تم خلط الكثير من الأمور بصورة خاطئة.
إن عبارة "أمن إسرائيل من مبادئ سياسة الدولة الألمانية" لم تكن أبداً مجرد عبارة فارغة ويجب ألا تصبح كذلك. معناها أن أمن إسرائيل
ضروري لنا كدولة.
هذه العلاقة الخاصة مع إسرائيل تنبع من مسؤوليتنا التاريخية: فقد أراد جيل أجدادي تدمير الوجود اليهودي
في ألمانيا وفي أوروبا. وكان تأسيس إسرائيل بعد الهولوكوست بمثابة وعد بحماية اليهود - وألمانيا ملزمة بالوفاء بهذا الوعد. إنه أحد الأسس التاريخية لجمهوريتنا.
كما أنه من مسؤوليتنا التاريخية أيضاً
أن يستطيع أي شخص يهودي أن يعيش بحرية وأمان في ألمانيا. لا يجوز أن يخافوا مرة أخرى من إظهار ديانتهم وثقافتهم علانية. لكن هذا الخوف تحديداً عاد للتو.
لقد التقيت مؤخراً ببعض أعضاء الجالية اليهودية في فرانكفورت. في حديث معمق ومؤلم أخبرني ممثلو الجالية بأن أطفالهم يخشون الذهاب إلى المدرسة، وأنهم لم يعودوا يذهبون إلى ا لنوادي الرياضية، وأن أهاليهم ينصحونهم بعدم إظهار
نجمة داود خارج المنزل. يحدث هذا هنا في ألمانيا اليوم،
بعد مرور ما يقارب 80 عاماً على الهولوكوست.
قالوا إنهم لم يعودوا يجرؤون على ركوب سيارة أجرة، وأنهم لا يكتبون اسم المرسل على الرسائل من أجل حماية مستلميها.
يحدث هذا هنا في ألمانيا اليوم، بعد مرور ما يقارب 80 عاماً على الهولوكوست.
وأخبرني صديق يهودي عن خوفه ويأسه المطلق وشعوره بالوحدة. تحذر الجاليات اليهودية أعضاءها
أن يتجنبوا أماكن معينة - من أجل سلامتهم. يحدث هذا هنا في ألمانيا اليوم،
بعد مرور ما يقارب 80 عاماً على الهولوكوست.
تتجلى معاداة السامية في مظاهرات، وتتجلى في بعض التصريحات، كما تتجلى في هجمات على
متاجر يهودية، وفي تهديدات.
وفي حين أننا نشهد موجات كبيرة من التضامن
فور حدوث هجمات عنصرية على سبيل المثال،
فإن التضامن مع إسرائيل يكون هشاً في أحيان كثيرة، ًً
بحجة أن هناك سياقا معقدا. غير أن وضع الأمور في سياق
لا يجب أن يؤدي إلى التساهل معها.
صحيح أن ثقافة النقاشات تتسم بنفور مبالغ به لدينا في أحيان كثيرة، ولكن هنا لا يجب أن يكون هناك حدود لنفورنا. المطلوب الآن هو الوضوح،
وليس التشويش.
ومن هذا الوضوح
ألا نتسامح مع معاداة السامية
ً
بأي شكل من الأشكال - أبدا.
مدى معاداة السامية في
بعض المظاهرات الإسلامية
في برلين ومدن أخرى في ألمانيا
ًًً
غير مقبول، ويتطلب ردا سياسيا صارما.
هذا مطلوب أيضاً من الجمعيات الإسلامية في ألمانيا. لقد نأى البعض بأنفسهم عن أفعال حماس ومعاداة السامية، ودخلوا في حوار حول ذلك.. لكن ليس كلهم، وكان بعضهم مترددين،
وبشكل عام كان رد فعلهم ضئيلاً.
يحق للمسلمين العائشين هنا الحصول على الحماية من العنف اليميني المتطرف. فإذا تعرضوا لاعتداء، يجب تقديم الحماية لهم، وعليهم الآن تقديم نفس الحماية، عندما يتعرض أفراد يهود لاعتداءات. عليهم أن ينأوا بأنفسهم عن معاداة السامية بوضوح،
حتى لا يقوضوا حقهم في القبول بدورهم. ليس هناك مكان للتعصب الديني في ألمانيا.
من يعيش هنا، يجب أن يلتزم بقواعد هذا البلد. ومن يأتي إلى هنا يجب أن يعرف أن هذا هو الحال وأنه يتم فرض تلك القواعد.
دستورنا يقدم حقوقاً ويحميها، لكنه يفرض على الجميع واجبات أيضا. لا يمكن الفصل بين الأمرين. ولا يمكن للتسامح أن يتصالح مع التعصب في هذا السياق.
هذا جوهر التعايش في جمهوريتنا.
بعبارة أخرى، فإن حرق الأعلام الإسرائيلية يُعد جناية، وكذلك تمجيد إرهاب حماس. على من هو مواطن ألماني أن يتحمل نتائج مثل تلك الأفعال في المحكمة، وأما من لا يملك الجنسية الألمانية، فهو على خطر فقدان حق إقامته أيضا. ومن لا يملك تصريح إقامة فقد يتعرض للترحيل من ألمانيا.
ولكن لا ينبغي لمعاداة السامية الإسلامية أن تُنسينا بأن هناك أيضاً معاداة للسامية أصيلة في ألمانيا، حتى لو كان المتطرفون اليمينيون يضبطون أنفسهم حالياً لأسباب تكتيكية بحتة كي يواصلوا تحريضهم ضد المسلمين. إن تقليلهم بشأن الحرب العالمية الثانية والحكم النازي على أنه "غير ذات أهمية" ليس فقط استسهالاً للهولوكوست، بل صفعة في وجه ضحايا النازية والناجين منها. كل من يسمع ذلك يمكنه أن يكتشف ذلك.
كانت الحرب العالمية الثانية حرب إبادة ضد اليهود،. وقد كانت إبادة يهود أوروبا هي الهدف الرئيسي للنظام النازي.
ً
ً
وبما أن هناك بين المتطرفين اليمينيين الكثير من أصدقاء بوتين، فأقول: هناك صور لبوتين مع ممثلي حماس والحكومة الإيرانية، ويعبر عن أسفه للضحايا المدنيين في غزة، بينما هو نفسه يتسبب في سقوط الضحايا المدنيين في أوكرانيا. أصدقاؤه في ألمانيا ليسوا أصدقاء لليهود بالتأكيد.
لكن ما يقلقني أيضاً هو معاداة السامية لدى أجزاء من اليسار السياسي، وبين بعض الناشطين الشباب أيضاً للأسف. لا يجب أن تؤدي مناهضة الاستعمار إلى معاداة السامية. وبالتالي، على هذا الجزء من اليسار السياسي أن يعيد النظر في حججه وألا يثق في السردية "المقاومة" الكبرى. حجة "كلا الجانبين مخطئان" مضللة. حماس هي جماعة إرهابية تسعى للقتل، وتعمل من أجل إبادة دولة إسرائيل وجميع اليهود.
في هذا السياق، فإن الوضوح الذي نأى بنفسه الفرع الألماني لـ"أيام الجمعة من أجل المستقبل" عن تصريحات أصدقائهم في دول أخرى يستحق كل الاحترام.
ً
عندما كنت في تركيا مؤخرا،
قيل لي إن المظاهرات المؤيدة للفلسطينيين محظورة في ألمانيا. وقيل لي إن على ألمانيا تطبيق مطالبها الإنسانية على أهل غزة أيضا. أوضحت لهم أن انتقاد إسرائيل مسموح به في ألمانيا بالطبع، وأنه لا يُمنع الدفاع عن حقوق الفلسطينيين والوقوف من أجل حقهم في إقامة دولة لهم.
لكن أية دعوة إلى العنف ضد اليهود أو الاحتفال بالعنف ضد اليهود ممنوع – ويجب منع ذلك!
ً
نعم، الحياة في غزة
تتسم باليأس والفقر. وحركة المستوطنين في الضفة الغربية تثير الاضطرابات وتحرم الفلسطينيين من الأمل والحقوق والوجود في أحيان كثيرة. معاناة السكان المدنيين في غزة في هذه الحرب هي حقيقة لا يجوز الاستهانة بها. كل طفل يُقتل أمر غير مقبول.
أنا أيضاً أدعو لإيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة، وإمداد القطاع بالمياه والأدوية ومواد الإغاثة وحماية اللاجئين. نحن وأصدقاؤنا الأمريكيون نوضح لإسرائيل باستمرار أن حماية المدنيين أمر بالغ الأهمية. إن الموت والمعاناة اللذان يصيبان أهل قطاع غزة الآن أمر فظيع.
من الضروري والمشروع أن نقول ذلك. إلا أن ذلك لا يمكن أن يبرر العنف ضد أشخاص يهود، كما لا يمكن تبرير معاداة السامية بذلك.
بطبيعة الحال، على إسرائيل أن تلتزم بالقانون الدولي والمعايير الدولية. لكن الفرق هو: من يطلب مثل ذلك من حماس؟
ً
عندما كنت في الخارج مؤخرا،
واجهت كيف تم التقليل من شأن الهجوم على إسرائيل في 7 أكتوبر، باعتباره "حادثا مؤسفا"، وتم التشكيك في الحقائق حتى. لذلك أود أن أذكر الجميع مرة أخرى: حماس هي التي
قتلت أطفالاً وآبا ًء وأجداداً بوحشية في منازلهم. وقام مقاتلوهم بتشويه الجثث وخطف الناس وتعريضهم
ًً
للإذلال العلني وهم يضحكون.
إنها تقارير عن فظاعة مطلقة - ومع ذلك يتم الاحتفال بحماس كحركة تحررية؟ وهذا لوي للحقائق لا يمكننا قبوله.
لقد وقع الهجوم على إسرائيل أثناء فترة شهدت تقارباً بين عدة دول إسلامية وإسرائيل. أبرمت "اتفاقيات إبراهيم" بين إسرائيل وبعض الدول الإسلامية في المنطقة. هناك تعاون بين الأردن وإسرائيل في مشروع كبير لتوفير مياه الشرب. وكانت المملكة العربية السعودية في طريقها إلى تطبيع علاقاتها مع إسرائيل. وهنا آتي إلى نقطتي الأخيرة:
لكن التعايش السلمي بين إسرائيل وجيرانها، بين اليهود والمسلمين، واحتمال حل الدولتين، هو ما لا تريده حماس ومؤيدوها، وخاصة الحكومة الإيرانية. إنهم يريدون تدمير كل ذلك.
من لم يفقدوا الأمل في إحلال سلام في المنطقة، ومن يتمسكون بحق الفلسطينيين في دولة خاصة بهم كأفق حقيقي - وهذا ما نقوم به - يجب عليهم في أسابيع الاختبار هذه أن يلتزموا بالدقة.
ومن هذه الدقة الإدراك بأن جرائم حماس القاتلة كانت تهدف إلى منع إحلال السلام. حماس لا تريد المصالحة مع إسرائيل، بل إبادة إسرائيل.
لا يجوز أن يكون حق إسرائيل في الوجود موضع مساءلة. أمن إسرائيل واجب علينا.
Keine Kommentare:
Kommentar veröffentlichen